خطة طريق للعمل الاحتجاجي السلمي لصول الينسكي

آخر تحديث :
خطة طريق للعمل الاحتجاجي السلمي لصول الينسكي

 ميدلت بريس – بقلم جمال ايت حمو

في هذا المقال سأحاول  قدر المستطاع ان اقدم ملخص لكتاب  “قواعد للراديكاليين : الدليل التمهيدي للعمل الراديكالي البراغماتي” للكاتب و الناشط الأمريكي صول الينسكي٠ما يميزهذا الكتاب رغم ان كاتبه ذو فكر يساري رادكالي فانه تستعمله جميع التنظيمات السياسية بمختلف توجهاتها الأيديولوجية  كخطة طريق من اجل التأطير و قيادة الحركات الاحتجاجية .وكان لهداالكتاب الدي إصدار عام 1971 أي سنة واحد فقط قبل وفاة الكاتب تأثير كبير على حركة التغير في السنوات الاخيرة٠ يقدم الكاتب في هدا الدليل خلاصة تجربته في الاطارات  التنظيمية واخراطه في العمل الاحتجاجي  داخل امريكا حيث يعتبر  سول الينسكي المؤسس للآليات تنظيم المجتمع الحديثة

لقد طبقت مبادئ الينسكي  بنجاح على مدى العقود االاخيرةمن طرف العديد من النقابات العمالية ، الحركات الشعبية، المنظمات الطلابية  في الحملات السياسية٠هذا الكتاب كان مرجعية للحركات اليمينية في أمريكا خاصة حركة حزب الشاي اليمينية نسبة الى ثورة الشاي  التي انطلقت في مدينة بوسطن سنة 1773 ضد سياسات الضرائب للحكومة البريطانية وشركة الهند الشرقية التي كانت تتحكم بجميع مستوردات الشاي إلى المستعمرات٠ هدهالحركة الاحتجاجية اتخذت هذا الكتاب كدليل عملي في تأطير حركتها الاحتجاجية ضد سياسات الرئيس الامريكي براك اوباما.بفضل هذا الكتاب تمكنت هذه الحركة اليمينية في ضرف وجيزمن اختراق المؤسسات العمومية و اصبحت ممثل في الكنجرس الامريكي و اصبحت تشكل منافسا قويا للأحزاب السياسية و اثرت بشكل كبير على السياسات الحكومية و النتائج الانتخابية في جميع المستويات٠

الكل على الأقل  اولئك الذين يهتمون بالعمل السياسي يعرفون كتاب الأمير لمؤلفه مكيافيلي الذي  كان عبارة عن صورة مبكرة للنفعية والواقعية السياسية.لكن أقليلة تعرف كتاب  قواعد للراديكاليين:   كتاب عملي للراديكاليين الواقعيين.للكاتب الامريكي صول الينسكي. هناك تشابه بين مكيافيلي و الينسكي حيث ان كلاهما كان مشتركًا بقوة في الحياة السياسية. ضف على ذلك ان كل من   مكيافيلي و الينسكي  ينطلق  من ان القوى المحركة للتاريخ هي “المصلحة المادية” و”السلطة”. و ان خلال صراع المصالح بين جماهير الشعب والطبقات الحاكمة،  من المسموح  استخدام كل الوسائل لحسم الصراع اي ان كلاهما يؤمن بمبدء  الغاية تُبرر الوسيلة. الاختلاف بين المفكرين يكمن في ان كتاب الامير  عبارة عن مجموعة نصائح موجهةللطبقة الحاكمة  للحافظ على السلطة والعمل  على توسيع نفوذها على عكس ذلك فصول الينسكي وجه كتابه للطبقات المهمشة  كدليل عملي لمنظمي هذه الفئات من المجتمع للضغط على دوي النفود من اجل تحسين اوضاعهم.

من خلال تجربته الطويلة وعمله داخل المنظمات  الاحتجاجية يقدم  سول الينسكي في هذا الكتاب تلخيص للقواعد الأساسية التي  يجب الاعتماد عليها في العمل   التنظيمي  لبناء رؤيةايجابية لانجاح اي حركة احتجاجية  .قواعد الرديكاليين ، هو  كما يقول الكاتب لأولئك الذين يرغبون في تغيير العالم من الحالة التي عليه  إلى ما يعتقدون أنه ينبغي أن يكون عليه.  و إشارة الى انه اذا كان  كتاب الأمير من قبل مكيافيلي موجه للطبقة الحاكمة للحفاظ على زمام السلطة فان كتاب قواعد الراديكاليين هو مكتوب لئلاك الذي لا يملكون السلطة  للدفاع عن مصالحهم و التأثير على القرار السياسي.هذه القواعد تحدد الفرق بين ان يكون الانسان  واقعيافي التعامل مع الاحداث من اجل تغييرالوضع الى الافضل ولو نسبيا او ان يكون بلاغيا حبيسا لشعارات فارغة و استخدم الكلمات القديمة المتعبة، وينعت السلطةورجالاتها باقدح الاوصاف و ينتظر الثورة التي لن تاتي٠سول الينسكي لايؤمن بالثورة ويؤكد على العمل في ايطار الهامش الديموقراطي المتاح لان البديل سيكون الخراب٠ على الانسان يبدء  من حيث العالم، كما هو،ويعمل على تحسينه وليس كما يريده أن يكون.  فمن الضروري أن نبدأ أين العالم إذا أردنا تغييره لنصل الحالة التي ينبغي أن يكون . وهذا يعني العمل داخل هدا النظام. كما ان تاريخ الثورات يؤكدانها لم تقدم شئ للشعوب بالاوضاع تكون اسوء مما كانت عليه من قبل٠

الكتاب مقسم إلى عشرة فصول، كل فصل يقدم درسا في كيف يمكن تحقيق هذف توحيد فئة المجتمع وتكوين كتلة   ناشطة قادرة على أحداث تغيير في مجموعة  من القضايا. بالاضافة الى الاقتراحات العملية عحول العمل  التنظيمي، فهذه الفصول أيضا تمس عددا كبيرا من القضايا الأخرى التي تتراوح من الأخلاق والتعليم، والاتصالات وبناء العلامة او  الرمز السياسي إلى اللاعنف كاساس في العمل السياسية٠

من بين النقط التي يؤكد عليها سول الينسكي في دليله ان الصراع يجب ان يكون نفسيا  و الاعتماد على الخدعة في تحقيق الأهداف . المهم هو ليس ما تملكه من قوة في الصراع بل مايضنه الخصم انك تملكه. لذا يجب  على تضخيم الصور امام الخصم لإرباكه و الهجوم خير وسيلة للدفاع. يجب وضع الخصم دائما في حالة الدفاع عن النفس كما يؤكد ان الحركات الاحتجاجية لا يجب ان تدخل في نقاشات تتجاوز خبراتها بل اجعل الخصم يتجاوز خبرته  ليصبح في وضع غير مريح و يتطلب منه مجهودا اكبر و إرهاقه  ويفقد بذلك الاتزان.كما لا يجب الاعتماد طويلا على نفس النهج و التكتيك  في الاحتجاج لان ذلك قد يدخل الملل في قلوب لجماهير لذا يجب الإبداع في طرق الاحتجاج.كما ان تغير أشكال لاحتجاج يجبر الخصم على التكهن بالخطوة المقبلة مما  سيؤدي الى ارهاقه و يستنفذ طاقته .كما دعى الى اعتماد على استفزاز السلطة و إخراجهامن منطقتها الريحة و الدفع بها الى استعمال العنف لان الرد العنيف يفقدها شعبيتها و تصبح بدلك في عزلة . يو قول الينسكي ان هذه الحركية و الإبداع في أساليب الاحتجاج لن تدع المجال للخصم ليجمع قواه و يعيد ترتيب اوراقه. و على اي حركة احتجاجية ان تقدم حلول  للمشاكل التي تعاني منها الطبقة المهمشة لان الهدف ليس هو الاحتجاج لكن الهدف هو الدفاع عن مصلحة هذه الطبقة.

حسب الكاتب  الرمزاو العلامة السياسي يلعب دور مهم في اي حركة احتجاجية٠يجب ان يكون هدا الرمز  يعبر عن شيء معين و أن تنقل رسالته بنظرة واحدة دون الحاجة لاية كلمات٠ الخطوة  الااساسية في أي حركة احتجاجية هو صياغة علامة تتحدد شخصية الحراككما ان هدا الرمز سيلعب  دور في  تعزيز الوحدة داخل المنظمة ويساهم في التعبئة في تنفيذ العمل المباشر. فالرمز، تعني الشخصية التي ينظر إليها الناس باعتبارها مرتبطةً ارتباطًا وثيقًا بالحركة الاحتجاجية ويرتبط هذا الرمز وجدانيًّا عند الجمهور بتلك الحركة، أو الدعوة أو المؤسسة، بحيث يصبح معبرًا بصورة شعبية (غير رسمية) أمام الجمهور عن المبادئ والتوجهات والأفكار، سواء كان هذا الرمز دعويًّا، أو سياسيًّا، أو مهنيًّا.

على الحراك ان يحدد من هو العدو للهده الجماهير ويجب ان يكون شخص او مؤسسة لها علاقة مباشرة لمتعانيه هده الجماهير٠لان شخصنة الصراع في العمل الاحتجاجي والسياسي ضرورة لأن العثور على خصم الخارجي يوحد عمل أعضاء الحركة ويصبح الهدف الجماهير هوهزيمة هذا العدو، سواء كان شخص سياسي، سياسة، أو مؤسسة .مهما تطورت الاحداث يجب رفض العنف ولايجب هجوم على المؤسسات العمومية إنما  شخصنة الصراع  لخلق البعبع السياسي٠

٠

اليات التوصل مع  القاعدة في العمل السياسي جد مهم و ان سبب فشل كثيرا من الحركات الاحتجاجية غالب مايكون سببه ضعف قنوات التواصل والضبابية في الخطاب .لدا  على القيادة في اي عمل جماهيري  ” ان لا  تعتمد على اساليب خارج  خبرات  هذه الجماهير لإن عدم الفهم يؤدي إلى الارتباك والخوف والتراجع لأن  الشعور بالأمان يقوي التلاحم ويزيدمن صلابة العمود الفقري لهذه الجماهير.  و اي نهج في الصراع يجب تستوعبه   الجمهاهير لإن ذلك يجعللها تستمر في فعل النظالي دون ملل ويزيد من قوتها الإقتراحية   و بذل المزيد من الجهد. كما يجب التعمل بالعكس مع الخصم كلما كان ذلك ممكنا،يجب  نتقل  الصراع خارج خبراته  البحث عن سبل لزيادة انعدام الأمن والقلق وعدم اليقين لإرباكه.الهدف الرئيسية لإي نهج نظالي هو  تطوير العمليات الاحتجاجية و إستمر  الضغط على المسؤولين لأن من هذا الضغط المتواصل يؤدي إلى ردود فعل التي ستؤدي الى  تأجيج الجماهير.

خلال حملت التواصل مع الجماهير يجب التركيز على  تصرفات الأشخاصيات المسؤولة في الساحة السياسية وتصورها وكأنها هي المحور الأساسي للصراع في المجتمع.اما على مستوى الخطاب يجب الاعتماد على السخرية لانها سلاح مدمر يصعب على السلطة الرد عليه كمان السخرية تقلل من قيمة الشخص المستهدف هد٥ الحملة هدفها عزل  هده الشخصية عن الجتمع،خاصة  قطع  الدعم الشعبي  وعزلها  من اي تعاطف، تحملهاكامل المسؤولية عن استمرار الوضع المزري الذي يعيشه الشعب .

 

الاخبار العاجلة