هل الجنوب الشرقي في حاجة إلى زفزافي كاريزمي؟ 

آخر تحديث :
هل الجنوب الشرقي في حاجة إلى زفزافي كاريزمي؟ 

ميدلت بريس -بقلم أوركو محمد

هل يظل  أهل الجنوب الشرقي متأبطين بالرغم من أن حقوقهم مهضومة، هل يقدسون المسؤولين بالرغم من أنهم يعانون الويلات، بل أكثر مما نعلم؟ لماذا كل هذا الرضى. لعل المقالة التي بين أيدنا جاءت في سياق يتسم بحراك الريف والذي يتزعمه ناصر الزفزافي الكاريزمي، وبالموازاة هناك من يناصر هراك حراك في أكثر من مدينة، وفي المقابل تقول شريحة معينة على  أن الريف انفصاليين بخصوص هذا لا يمكن نكران القوات المسلحة الإديولوجية – محمد منير الحجوجي- التي دجنت اكثر من فرد حتى يمشي هؤلاء في هذا الإتجاه.

الجنوب الشرقي هو بمثابة أرضية خصبة كغيره ومؤهل أكثر لأن يكون الحراك أكثر من الريف، لكن لا يجب إغفال أن لأهل الريف تاريخ ومؤهلات في التضحية، بالرغم من أن الجنوب الشرقي لم يكملوا تاريخ 3 مارس، ولو في حلته الجديدة، وبالرغم من ذلك فالجنوب الشرقي مستبعد ويظل في الهامش، أكثر من الريف، وهو مؤهل ، ولكن الكثير لا يعلم أن للحراك قائد وزعيم إن لم نقول أسطورة عابرة للخطاب وللكلمة الصادقة…، حراك الريف والريفيين لهم التجربة في ذلك أكثر من الجنوب الشرقي، كبروا في  مجال يحلم بالاستثناء، ويؤمن به أكثر وخرجوا في مسيرات بالريف و يرسمون بأصابعهم شارات النصر و رمزا أمازيغيا، عيونهم تحلم بغد أفضل و لا شيء بين أيديهم غير ذلك، تلك أحسن الأمنيات حينما يتمرد الإنسان طالبا بحقوقه المسلوبة وبالسلمية اللامنتهية، للريف تاريخ وحضارة نضالية احترموها وقدسوها أكثر من اللازم، وبها يكون في موقع المضي قدما بها، كما لهم خطابيا جديدا بمقومات عصرية.

في أمهات الكتب التي تتحدث عن الحركات الإحتجاجية والفعل الإجتماعي، وفي هذا الإتجاه يؤكد “لوبون” في كتابه المعنون بسيكولوجية الجماهير والذي لقي إقبالا كبيرا في أوساط المهتمين بهذا المجال، حيث يقر  بأنه لا جدال في أن أي حراك في توفره على زعيم أو قائد…، لكن قبل ذلك لابد من توفر هذا القائد على عدة مقومات مثل الكاريزما وعلى الإيمان النبيل بالتضحية… وأشياء أخرى، تلك هي الأشياء التي يؤمن بها الزفزافي منذ بزوغ حراك الريف.

من كل هذا، وانطلاقا من أرضية الميدان التي نرى فيها ان الجنوب الشرقي مورس في حقة كل أشكال الإستبعاد الإجتماعي، وكل أساليب التهميش، ومختلف أنواع الإقصاء…إلى غير ذلك من أساليب القمع، وفي لغة الحراك الإجتماعي، فلابد من عامل يؤجج الوضع ليعم الحراك مجال معين، كطحن محسن فكري رحمة الله عليه، ففي الجنوب الشرقي موت الطفلة إيديا بتنغير جراء انعدام المعدات بالجنوب الشرقي، وكذا موت حوامل بدائرة إملشيل… وعدة ملفات لازال الغموض عنوانا عرضا عليهن، كلها عوامل كانت عليها أن تؤجج الوضع فأطفئ القليل من الصراخ المحتشم، فلماذا لا يجعلونه حراك يعطي صدى وطنيا ودوليا. لكن للجنوب الشرقي لغته الخاصة الممزوجة بالعديد من الشحونات الممتدة عبر التاريخ والتي أعطت خليطا غير منسجما، للجنوب الشرقي مؤهل واحد يمكن أن ينجح حراكه لو سلكه للضغط على الأطراف، لكن قبل ذلك فهو يحتاج لزعيم الحراك كالزفزافي الذي لا ترهقه كلمة النضال وذو أخلاق قابلة لأكثر من أطروحة  ولأكثر من التيارات المتواجدة بالجنوب الشرقي.

هذه المقالة، ليست الدعوة للخروج للشارع أو شيء من هذا القبيل، بل مجرد أرضية تحليلية مجالية قابلة للتأثير كما هي قابلة للنقد شريطة أن يكون بناءا، وبه وجب أن نقول أن الجنوب الشرقي واقع لا يستهان به، كما لا نمجد ذلك بالقطع، وأن أمر يستدعي النقر في عدة أمور حتى تطأ القدم زر التحريك.

بقلم أوركو محمد

الاخبار العاجلة