موسم الكلام بالجملة والتقسيط.

آخر تحديث :
موسم الكلام بالجملة والتقسيط.

ميدلت بريس ـ محمد بوبيزة. 

ماذا يحمل السياسيون العطارة ، الذين يتزاحمون هذه الايام لاقتحام جغرافية الجهة الجديدة ،وعاصمة التفاح ونواحيها ؟هل ينطبق عليهم القول المأثور( أيلي دايلي أيا عطار).ماذا يسوقون؟ هل لهم سلع جديدة صالحة، وغيرمتجاوزة من أفكارو برامج وخطط تنموية ؟أم فقط جاءوا إستعدادا لموسم الكذب على الذقون المرتقب، و لبيع العسل المغشوش باللحن والدفوف، ولتسويق أقراص التنويم والوعود الوردية، الممتد مفعولها لمدة ست سنوات؟. لقد أزف موعد الكلام بالجملة والتقسيط، وهذا يحتاج الى” صناطيح كبيرة”لا تحمرمن الكذب المفضوح، بل هو بلسم يزيدها توهجا وجمالا،وهوبمثابة عملية تجميل تعيد للزعيم حيويته المفقودة، فيعمد الى رشها على أتباعه وحواريه.

باعة متجولون يحملون ما تنوء به الجبال من الوعود، ودكاكين تفتح هنا وهناك ،وتجار صغاريصففون سلعتهم ويمسحونها بعناية ليتم بيعها بالتقسيط ،بعد ان يتم التشهير بها من طرف الزعيم. لقد جرب الناس بهذه المنطقة المنكوبة جميع هذه السلع التي عرضها عليهم عطارة السياسة ،وفطنوا بعد مرور الوقت أنهم وقعوا في فخ النصب والاحتيال.فلا مفعول إيجابي لهذه السلع على جسمهم الهزيل و على أماكنهم المنكوبة، بل بالعكس قد زادتهم إسهالا وضمورا.

مناطق مازالت تعيش في العهد الطباشيري ،ولكن بدون مدارس ،واخرى في العهد الحجري ولكن بدون طريق، ومناطق تتساوى مع العهد البيزنطي والروماني في مستوى التطبيب والخدمات.ماذا قدمت الجماعات الترابية المتناثرة على تراب هذه الجماعات غيرالمصالح و الامتيازات وفرص الريع لرؤسائها واعضائها الذين اغتنوا وباتوا يملكون العقارات والارصدة البنكية.؟؟؟ لم اسمع من عطاري السياسية المتجولون والقارون لحد الان، حلولا اجرائية وواقعية لاجتتاث الفقر واستئصال ورم البطالة ،وخلق فرص الشغل للشباب، لم يأسرني أحدهم لحد الان بتحليل منطقي عقلي يحدد فيه بدقة واقع المنطقة واحتياجاتها ،ويبدع الحلول لمواجهتها والقضاء على آفاتها.إنهم لا يعرفون حتى عدد سكانها، ولكنهم يفلحون في تعداد واقتناص عدد مصوتيها.يسوقون كلاما فضفاضا ملفوفا بالوعود، وتقاطعهم التصفيقات و الحناجروالزغاريد المأجورة .يستعرضون عضلاتهم بحشود بشرية تائهة، أغلب عناصرها مؤدى له، ليتسنى لهم خبز الوهم وتسويق الزيف أمام بشر حالم .

كلما إقترب موعد الموسم المرتقب سيزيد صياح العطارة وسيستعملون مكبرات الصوت، ويدقون الابواب، ويملؤون الشوارع بالصور،وستفتح أبواب منازلهم للاكل والشراب، وسيصافحون الايادي المشققة والوجوه المتسخة الشاحبة،ستفتح جيوبهم للعطاء وافواههم للشكروالمدح، سيطؤون المساجد، ويصلون الفجروالصبح ،وسيحضرون الجنائز…ألا يكفي هذا لينجح العطار؟يبدو انه سينجح بميزة حسن جدا، لان منافس العطار عطار آخرمثله.ولكن هل يصلح العطار ما افسده امثاله؟فمع كل موسم يبقى العطار بالف خير،ولتدهب البلاد والوعود الى الجحيم

الاخبار العاجلة