من المسؤول عن عاصفة – الكات –كات؟؟؟

آخر تحديث :
من المسؤول عن عاصفة – الكات –كات؟؟؟

ميدلت بريس – محمد بوبيزة

في تسجيل صوتي نشر على موقع يوتيوب   اعتبر الحبيب الشوباني، رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت، أن إثارة ملف اقتناء سيارات للجهة تضمن “الكثير من المغالطات”.

وأول هذه المغالطات حسب الشوباني، القول إن السيارات تم اقتناؤها لصالح نواب رئيس الجهة، “وهذا كذب وافتراء لأن مجلس الجهة صوت في دورة سابقة على تخصيص اعتماد بقيمة 600 مليون سنتيم لاقتناء سيارات”، مشيرا إلى أن “المجلس قام بجولة لدى مجموعة من الشركات وحاول البحث عن العرض الذي يناسب الجهة ويؤسس لمنطق توفير وسائل عمل لها علاقة مع جهة معروفة بإشكالات في بنياتها”.
وأضاف الشوباني، قائلا“بطبيعة الحال كان هناك اختيار بين أن نشتري 30 سيارة بـ10 ملايين سنتيم، أو أن نشتري 20 سيارة بثمن أكثر قليلا من 20 سنتيم، كان الاختيار واضحا، وهو أن نشتري سيارات تليق بالجهة وبالتحديات التي رفعتها”.
وتابع الشوباني مدافعا عن قرار المجلس: “قلنا ما غاديش نديرو خيار شعبوي غنمشو نشريو شي حاجة معقولة وعندها الجودة والثمن ديالها معقول ولكن كتأسس لواحد الحضيرة ديال السيارات اللي أي إطار تقني أو مهندس ديال الجهة بغى يتحرك في الجهة ويتبع مشروع.. يكون عندو وسائل عمل معقولة”.
وأوضح رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت أن المفاوضات مع الشركة انتهت باقتناء السيارات بمبلغ 40 مليون سنتيم عوض 48 مليون سنتيم، مشددا على أن “ما يقال حول توزيع هذه السيارات على نوابه كذب وافتراء وعيب”.
واعتبر الشوباني أن إثارة هذا الملف كان “متعمدا” لتزامنه مع عقد دورة المجلس العادية المقررة يوم الاثنين المقبل (4 يوليوز)، والتي سيتم خلالها تقديم حصيلة عمل ثمانية أشهر من الجهود التشاركية الواسعة والمكثفة جسدتها حصيلة متميزة من الاتفاقيات تجاوز غلافها المالي 600 مليار، همت تأهيل المحاور الطرقية الاستراتيجية الوطنية والجهوية، وفك العزلة عن العالم القروي، وتحسين الخدمات الجوية ودعم السياحة، وتأهيل 109 مركزا قرويا، ومجموعة من المجالات الأخرى.

وخلص الشوباني الى أن الزوبعة  الاعلامية مخدومة من طرف جهات لم يسميها بالاسم  تريد عرقلة مسيرة المجلس الذي ترأسه العدالة والتنمية ،كما أن لها ارتباط وثيق بانتخابات السابع من أكتوبر القادمة.

والملاحظ أن رد الشوباني  هذه المرة مقبول ومبرر على الاقل،وتستطيع أن تسمعه دون أن تتوثر أعصابك  ،عكس بيان ناري سابق تضمن عبارات السب والقذف وكذلك تصريح صحفي بدا الشوباني فيه  كمن يخاطب رعايا  من برجه العالي، حيث تحدى  بلهجة متعالية ساكنة أفقر جهة بالمملكة بشراء طوافة ، وهو ما استفز مشا عرهم وكان رد فعلهم شرسا جدا.

واعتبرنا في حينه -وكنا على صواب- أن الشوباني تملكته جنون العظمة ،ونالت منه حمى الرئاسة، وتضخمت أناه ،وبات يفرغ ما بعقله الباطن من تقيحات السلطة وعفن التحكم والاستبداد .

وعليه ينبغي أن يعترف الشوباني أنه ساعد خصومه ،وساهم في ضرب نفسه بنفسه  بتصريحاته الرعناء التي ألهبت مشاعرالساكنة وعموم الشعب الفايسبوكي.

 من سقط في الفخ بسهولة؟من انطلت عليه الحيلة و – سخن الطرح – وشارك في المؤامرة؟ من نفخ في النار ورمى عليها الزيوت ليزداد لهيبها؟السبابة تشير بدون أدنى تردد الى الحبيب الشوباني .ألم يزن جيدا ثقل الضربة واستخف في البداية بسرعتها وقوتها واعتبرها فقاعات هواء ونهج معها طريقة -كبرها تصغار؟؟؟ .

أهل المصباح  كان الله في عونهم بلعوا ألسنتهم و أصيب الجيش الفايسبوكي  بالصدمة ،و أصيبت الصفحات المزمجرة -باللقوة -والتأتأة .هل تناصر شخص أخطأ في الاقناع ؟هل تراهن على شخص تمادى في رفع سقف المشتريات ورام الطواف على العباد بطوافة؟ ولجت  كل لجن الدفاع قاعة الانتظار تترقب تحرك عقل الشوباني وبرودة أعصابه ولملمة جروحه ليشرح ويعقب ويعطي الدليل والبرهان .

 رد فعل بعض أنصار المصباج  ينم على عدم انفصام شخصيتهم ،والحكم على المتهم لن يتم الا بثبوت التهمة ،واستبفاء شروط المحاكمة العادلة ،وفسح المجال للمتهم للدفاع عن نفسه.  إن الانتظارات الاجتماعية القادمة لن تكون نابعة من الظلم والاستقطاب الاجتماعى فحسب، بل لزيادة الرغبة الاستهلاكية بشكل بشع عند الاسر نتيجة الإعلام،  وانعدام الأمل فى تحقيق أي شىء وفق المنظومة الطبقية الحالية.يرفع حساسية الساكنة اتجاه  مجرد ذكر الملايين ،وامتلاء خزانات وجيوب زعماء العدالة والتنمية  بالمال السايب .

فقبل أن تتحدث أيها الرئيس بلغة الملايين تذكر أن هناك من لم تتحسس يداه مائتي درهم منذ عهد بعيد ،ويقال له أن رئيس الجهة ينعم هو ونوابه بسيارات يتجاوزثمنها  أربع مائة مليون سنتيم ؟تذكر جيدا أنك المرتقب والمؤتمن لايصال جزء  من- الثروة –  المنهوبة للمحرومين المقهورين المقصيين من – الوزيعة-.

بقي شيء تبين أن  الشوباني لا يستوعبه بشكل دقيق ولا يستحضره في تحركاته، و هو ما يطبع تصرفاته بالتهور تصل حد السذاجة، وهو أن  حزب المصباح مستهدف ،ومراقب، ومكبل ،وأعضاؤه الذين- زادت فيهم ضلعة – موضوعون بعناية تحت الاضواء الكاشفة ،و هناك من يربح النياشين ويرتفع درجات بمجرد قنص أحدهم  لتلطيخ سمعته ،وقص أجنحته ،والحد من نفوذه وهيمنته بالمنطقة ،وهناك قوى سرية  وعلانية تضرها أشعة المصباح التي تتلألأ وتتوهج وتقفز جذوتها على الحواجز بثقة متناهية.

ينبغي اعتبار أن هذه الضربة هي الاولى وستتلوها ضربات أقوى وأعنف، ويلزم أولا  اعتبارها درس في التدبير والتسيير، وعدم الاستخفاف بالجهة الراعية والداعمة لهذا العداون الاعلامي، والاستعداد الدائم والمستمر للطوارىء ،وتمحيص القرارات واستقراء أبعادها لسد كل الثغرات أمام عيون المتلصصين  المتربصين  الماهرين في صيد الهفوات ،واحترام شعور الساكنة التي تنتظر و تترقب حلول مؤشرات التنمية بمداشرها وحواضرها بدل سماع أخبار هدر الملايين في الكماليات .

الاخبار العاجلة