التخطيط الكتابي للدرس واجب مهني وضرورة تقنية 

ahmed boudran
كتاب و اراء
آخر تحديث : الإثنين 4 يناير 2016 - 6:10 مساءً
التخطيط الكتابي للدرس واجب مهني وضرورة تقنية 

بقلم : علي باصدق مفتش التعليم الثانوي

1/ لماذا هذا الموضوع ؟

  • توحيد منهجية التدريس بين السيدات والسادة المدرسين( وليس تنميطها ) .

  • ضمان تكافؤ الفرص بالنسبة للمتعلمين .

  • توحيد لغة الخطاب وطريقة التعامل مع الجذاذة وإعدادها ،وإخراج هذا النشاط من المزاجية والارتجال .

  • الجذاذة تشكل نوعا من الحد الأدنى المصرح به والذي يجبتوفره في جذاذة الدرس ( واجب مهني وضرورة تقنية )

  • الجذاذة عبارة عن وثيقة تعاقد بين المدرس وهيئة المراقبة التربوية.

2/ ما معنى التخطيط ؟

 لغة هو أن يثبت بالرسم أو بالكتابة فكرة معينة بكيفية تجعلها دالة دلالة تامة على ما يقصد به من خلال الصورة والرسم وهو كذلك تنظيم وتوقع في ضوء تصميم أو خطة .  إذن فالتخطيط يحمل دلالة التنظيم والتوقع :التنظيم باعتباره عملية تتطلب الترتيب والانتقاء واختيار المنهج والتوقع  باعتباره تصورا شاملا وتمثلا لماسيحدث مستقبلا  فالتخطيط إذن هي نظرة إلى المستقبل بعين الحاضر

3/ انبثق عن البحث البيداغوجي ظهور مقاربتين في مجال التخطيط :

2-1 مقاربة تكنولوجية : وهي مرتبطة بالمدرسة السلوكية والتي تهدف إلى عقلنة فعل التدريس، حيث أن المخطط يمثل تنظيما شموليايجب إتباعه لتحقيق الأهداف المرسومة سلفا .

2-2 مقاربة معرفية :تنطلق من اعتبار الدرس إطارا عاما يجعل المدرس يفكر فيما يمكنه أن يفعل  انطلاقا من رؤيته الخاصة للحصة الدراسيةفالمدرس بهذا المعنى يكون مستعدا للطوارئ .  وورقة التحضير ما هي إلا إمكانية من الإمكانيات المتعددة لإجراء الدرس ، إنها تدخل ضمن ” المتخيل” و “المحتمل” وليس الطريق المعبد الواحد .

رواد الاتجاه المعرفي يشككون في مفهوم التخطيطPLANIFICATIONويعوضونه بمفهوم آخر هو التهيء PREPARATIONبمعنى التحضير أو الإعداد .وعليه فالتحضير بالنسبة لهذا الاتجاه يجب أن يشتمل على بياضات واستراتيجيات محتملة لمواجهة ” الغير مخطط له ” و “الطارئ” . إنه أداة لاتخاذ قرارات ضمن خيارات متعددة .

4/ جذاذة أم تحضير ؟

في الستينات والسبعينات ساد مفهوم التحضير ، وهو عبارة عن ورقة يثبت فيها المدرس عنوان الدرس ورقمهالترتيبي والمستوى ووسائل الإيضاحثم ملخص الدرسالمراد تدريسه . تطور هذا الشكل معالتوجيهات التربوية للمواد المدرسة أواخر الثمانينيات حيث حملت مفهوما جديدا وهو جذاذة الدرس لتضاف بذلك مراجع الدرس وتعريف لبعض المصطلحاتوالمفاهيم والأعلام ، وأنشطة كل من المدرس والتلاميذ، وتحديد الكفايات المستهدفة وأسئلة الحوار الأساسية … الخ ، وقد تم العمل بهذا الشكل الأخير مع اختلافات بين المدرسين حسب التكوين وعلاقتهم بالمشرفين التربويين .

5/ تصميم جذاذة الدرس

التصميم نوع من لوحة القيادةCarte de bord التي تساعد المدر س على قيادةمسار التعليم والتعلمنحو القدرات أو الكفاياتالتي سطرها ، وكأنه ربان يقصد وجهة معينة . فكلما كانت الجذاذة واضحة ومنظمة كلما تمكن المدرس من تحقيق ما يهدف إليه . وتنقسم التصاميم إلى : أفقيةوتعتمد مدخلين : عناصر الدرس وخطواته وعمودية يصمم فيها الدرس عموديا على شكل مقاطع أو خطط .

هناك تصاميم متعددة ومتنوعة لجذاذات الدرس لايتسع المجال لإدراجها، لكن رغم الاختلاف الظاهر بينها فإنها في العمق واحدة حيث تتمفصل حول أبعاد رئيسية وهي الأهداف والوسائل وأنشطة التعليم والتعلم ثم التقويم .

لن أقدم جذاذة نموذج لأن في اعتقادي أستحضر ثلاثة أمور أساسية : 1- مكونات الجذاذة تتغير تبعا لنوعيةالدرس المراد معالجته ( مثلها مثل فضاء السبورة ) 2- أحسن جذاذة هي تلك التي يقتنع بها المدرس بالنظر إلى طبيعة المادة وتمثله لها ونوعية المتعلمين وكذا تكوينه الخاص . 3- الجذاذة الجيدة هي التي توفر للمدرس أكبر قدر من المرونة في التعامل معها

6/ بعض الملاحظات التي أراها كفيلة بإغناء جذاذة الدرس :

6-1 من المحبذ تخصيص خانة أو جزء من وثيقة التحضير لملاحظات أو انطباعات المدرس حول ظروف الدرس وصعوباته ( قد تكون هذه الملاحظات منجما غنيا للمعلومات عند جمعهاثم استثمارها كتقويم ذاتي أو تقويم للكتاب المدرسي ، وقد تستغل في إطار تبادلالخبرات عند عقد لقاءات تربوية )

6-2 بالنظر إلى الدراسات الحديثة ، فالدروس لا تنجز بدون طوارئ وثغرات ، لذا ففي كل تخطيط لابد من وضع خطة رئيسية وخطط بديلة ( فالمدرس ضمن تصوره للدرس يكون على وعي بأنه يمكن أن تقع طوارئ لم يضعها في الحسبان وهكذا ستكون له بدائل

( مثلا يمكن للمدرس أن يبني درس الجغرافيا الخاص بمناخ المغرب على مفهوم ” المدى الحراري ”

فيفاجأ بأن التلاميذ لا يضبطون هذا المفهوم أو أنهم يخلطون بين متوسط الحرارة والمدى الحراري أو بين المدى الحراري السنوي واليومي … فإذا كان المدرس قد طرح على نفسه مثل هذا الاحتمال يكون

 سهلا عليه العودة إلى تدقيق المفهوم عبر وسائل وخطة معدة مسبقا بطريقة متكاملة .أما إذا حدث وفوجئ – ولم يخطط سلفا- فإنه قد يوضح لهم المفهوم لكن بطريقة متسرعة وبعدة ديداكتيكية غير مفكر فيها ، مما يزيد من غموض الفهم لدى التلاميذ )

خلاصة :

إن الإعداد للدروس عملية مهمة لا غنى للمدرس عنها مهما بلغ نجاحه، ومهما طالت مدة خبرته وخدمته في الميدان التربوي، فكثيراً من الأساتذة قديمي الخبرة في الحياة التعليمية والعلمية لا يزهدون بالإعداد ، ولنا من الأقوال والشهادات ما يفيد في ذلك . قال أحمد بن حنبل رحمه الله: ” ما كان أحد أقل سقطاً من ابن المبارك، كان رجلاً يحدث من كتاب ومن حدث من كتاب لا يكون له سقط” فالإنسان معرض للخطأ والنسيان. وكتب أحد العلماء إلى أحد طلبته قائلاً: “ضمنت لك أن كل من لا يرجع إلى الكتاب لا يُؤْمَنُ عليه الزلل”. وذكر المبرد: قال الخليل بن أحمد: ” ما سمعت شيئاً إلا كتبته، ولا كتبته إلا حفظته، ولا حفظته إلا نفعني”. وقال أحد المربين:” إني إذا لم أحضر الخطوات العامة لمحاضرتي فإني أستخف نفسي”. وقد سئل المربي الدكتور توماس أرنولد لماذا تعد دروسك قبل أن تقوم بتعليمها، وأنت لك من هذه الخبرة؟ فأجاب:” إني أود ألاّ يشرب تلاميذي إلا من نبع جديد وماء عذب لا من ماء راكد” ودعي المربي جان بياجي مرة لإلقاء محاضرة قبل موعدها بيوم واحد في مدينة جنيف فاعتذر وقال:” إني أستطيع بعد ثلاثة أيام لأتفرغ لإعداد المحاضرة. فقيل له: لقد ألفت كتاباً بعنوان هذه المحاضرة منذ سنة، كما ألقيت محاضرة قريبة منها في مدينة بازل في الشهر الماضي، فقال بياجي: ذلك حق ولكني أكره أن أشرب في أي يوم من ماء آسن راكد. إني أريد الماء المتجدد المتحرك في كل مرة أشرب فيها أنا وكذلك الماء الذي أقدمه لإخواني وأبنائي من المستمعين والطلبة” .

هذا هو حال الأساتذة الأكْفاء القدامى الذين مضى على بعضهم في العلم والتعليم ما يزيد علىنصفقرن من الزمان فكيف الحال بالمدرس المبتدئ حديث العهد بمهنة التدريس وما يتطلبه الموقف التعليمي اليوم من معلومات علمية وثقافية، وحنكة ودراية بأصول التربية وطرائق التدريس وتقنيات التعليم الحديثة، والإلمام بنظريات التعلم. فحري بالمدرسالتخطيط (الإعداد والتحضير) الجيد لدرسه ( إعدادا ماديا في الجذاذة وإعدادا ذهنيا بدون جذاذة وذلك بتذكر أهم لحظات الدرس) ؛ ليكون على معرفة ودراية تامة بموضوع الدرس من جهة، ولحاجات المجتمع وعقيدته، وتقاليده وعاداته، ومثله العليا من جهة أخرى.

مقترح مكونات جذاذة درس ( للاستئناس )

المادة   : الموضوع   :

المستوى  🙁 الفئة المستهدفة )                        مدة الإنجاز : ( الحصة )

الرقم الترتيبي  :                                               المراجع    :

  ( يمكن إدراج : الطريقة + المؤسسة + الموسم الدراسي + الأستاذ …. )

أهداف التعلم

( القدرات )

( ما يرتقب من المتعلمين التوصل إليه )

تصميم الدرس (المقاطع)

 

الدعامات الديداكتيكية

( المرجع أو المصدر أو الصفحة… )

 

الأنشطة

الخاصة بالمدرس

 

الأنشطة الخاصة بالمتعلمين والخلاصات المتوصل إليها

 

التقويم

 

الهدف الأول

 

التمهيد

نوع الدعامة وموضوعها

 

تدون أنشطة المدرس وكيفية تشغيل التلاميذ

 

تدون كل ما ينتظر من المتعلم القيام به ثم ما ينتظر التوصل إليه

 

تقويم تشخيصي: تدون أسئلته الأساسية

الهدفالثاني

 

المقدمة

 

 

 

الهدف الثالث

 

المقطع الأول

تقويمتكويني مرحلي: تدون أسئلته الأساسية

الهدف الرابع

…..

المقطع الثاني

……

تقويمتكويني مرحلي: تدون أسئلته الأساسية(تقويم ختامي عند نهاية الدرس)

 

رابط مختصر