طبيعة، عراقة، أعراس…صور رائعة من الرّحالة، إقليم طاطا

تحقيق
آخر تحديث : الإثنين 19 أكتوبر 2015 - 10:37 مساءً
طبيعة، عراقة، أعراس…صور رائعة من الرّحالة، إقليم طاطا

ميدلت بريس – مراسلة الشابل حميد

يبعد دوار الرحالة عن أقا، بسبعة كلم وعن عمالة طاطا بثمانية وستون كلم، وهو من أكبر وأشهر الدواوير في الإقليم، بكثافة سكانية كبيرة، وبواحة مترامية الأطراف، تتربع في ركن منها،صومعة عتيقة تشبه لحد بعيد صومعة الكُـــــثبية بمراكش وهي صومعة الرحالة، وغير بعيد منها صومعة لالة بيت الله،التي لم يكتمل بناؤها وتشبه هي الأخرى صومعة حسان، ويقال أن البِنَيتان تعودان لعهد السعديين، وتقاومان الزمن بعنفوان، وفي حالة جيدة تغري المهتمين والعامة بالزيارة والاكتشاف.

أمُونــــــــد رمز من رموز هذه القرية، يقع بين جبلين ويفصل بينأيت رحال، والقصْبة في اتجاه الطريق الغير المعبدة نحو إميتك،واحد من المواقع الجميلة والرائعة، والذي يصبح في فصل الصيف أثناء شدة الحر، قِبلة لسكانها وسكان القرى المجاورة، والمدن القريبة، لكثره مياهه ووفرة ظلال أشجاره، وصوره الطبيعية البديعة.

قريةالرحالةحسب بعض الشهادات،تعودلعشرات القرون خلت. كانت تعتمدإلى عهدقريب على الأنشطة الفلاحيةكالزراعات المعيشيةالمحدودة،من تمور و تربية الماشية.. وأغلب سكانها،أصحاب بشرة سمراء،مع بعض الاستثناءات لعائلات تُـنسب إلى الشرفاء.

وقدلوحظ في العقود الأخيرة،أن العديدمن شبابها يهاجرون نحو مدن الداخل،للبحث عن العمل،وممارسة التجارة ،وخاصة في محلات  تجارية للمواد الغذائية ،أوتلك المتخصصة في بيع حبات نوار الشمس،أوم ايسمى “بالزريعة” وهيالغالبة.

أكثر من ثلاثة آلاف  نسمة،يسكنون في رقعة جغرافية ضيقة ،محصورة بين الوادي وجبال صخرية عالية، وهذا ما يضطر بعض سكانها إلى البناء فوق وعلى أطراف الجبل.

الرحالة مجتمع قائم بذاته :

مقهى، ومحلات تجارية تقليدية وعصرية..، وبالقرب منها، وسط المدشر،وبين دروبه، وأزقته الضيقة تفوح رائحة البخور وعبق التاريخ..، وغير بعيد دكاكين لحرف يدوية تكابد الزمن، دون معيل وبلا داعم.

الرحالة أصالة وعراقة لا تخطئها العين. تقاليد، عادات و لباس تقليدي أصيل، متعدد الألوان.. تطغى عليه الزُرقة، البياض والسواد. والمثير فيه طريقة لباسه، شكله،وألوانهالتي لها رمزية ودلالات،فللعازبة رداء، وللمتزوجة رداء..،لتمييز الواحدة عن الأخرى.

سكان الرحالة أصحاب بنية قوية،مكتملة، هم أناس بسطاء طيبون،ومسالمون يحبون الحياة، ويقبلون عليها، بما تيسر. ويتميزون بخصوبة عالية وبكثرة الموالد.

الرحالة إلى جانب، القصبة،أكادير أوزرو، تكاديرتالكناتة، الزاوية، تاوريرت، تكاديرت دواوير متقاربة لا يفصل بين بعضها أحيانا إلا الأسوار. هذه المداشر تعرف نسب عالية في إبرام عقود الزواج بشكل مُـلفت، إذ تعد هذه العقود بالمئاتوتتم كل سنة بنفس الوثيرة، وتصل ذروتها بعد عيد الأضحى، وهي ظاهرةتستحق المتابعة والاهتمام.

ليالي الرحالة في هذه الأثناء، كلها أفراح، أهازيج وأحواش.. في طقوس احتفالية بهيجة، ليالي تملؤها الرقصات، الأشعار، ودقات كانكا وهو عبارة عن “طبل كبير مصنوع من إطار حديدي وجلد البقر” والذي تُسمع إيقاعاته الطّنانة إلى الساعات الأولى من الصباح الموالي.

ويبقى “أسْــــــــتايْ” أو الهدية المقدمة للعروس بأجوائها المرحة، وما يصاحبها من صخب ونشاط…”وإمْسالان” وهي الجولة اللذيذة التي يقوم بها العريس رفقة أصدقائه، للوادي وللحقول لقطف الأزهار والورود ولتوزيع الثمر والحلوى على الأطفال والجيران والأحباب..، بنكتها، طرائفها، مُزاحها وحلاوة كلامها، متعة المتع يقول أحد العرسان الجدد،بعد انتهاءخلوة العسل، والتي تدوم في بعض الأحيان لسبع ليال..

“تَــــــــرْزّفتْ” وهي ذهاب العروس من بيت زوجها، إلى بيت أهلها، لتعود مساءا مزودة بعشاء لزوجها ولأهلهإيذانا، لتوطيد أواصر القرابة والدم وتوسع العائلة..صورمن صورعديدة، لعادات وتقاليد غنية، ومتنوعة ضاربة في الأصالة و القدم.

“الشكر الجزيل لفريق تفاح العياشي للبحث”

رابط مختصر