يوميات تائهة في بحر الحياة.
آخر تحديث : السبت 4 أغسطس 2018 - 3:47 مساءً

فاطمة الزهراء العماري
ميدلت بريس : بقلم فاطمة الزهراء العماري طالبة باحثة في علم الاجتماع
يومية 3:
حب ضاع بين اللوم والاتهام..
كانت تراقبه من بعيد دون أن يعرف بوجودها، كانت تتسلل إلى داخله في كل لحظة، شاركته الكثير وأيضا دون علمه، كانت تبتسم مع كل ابتسامة من وجنتيه، كانت تسمع باهتمام لكل حرف كان يخرج من شفتيه، كانت تراقب كل خطواته، كانت وكانت وكانت تفعل دون أن يعلم بذلك…
جلست مع نفسها جلسة عميقة لا زالت تتذكرها، جلسة نقدية بامتياز، طرحت كل الاحتمالات أمامها، كونها بمجتمع أبيسي، ذكوري، أناني… فقابلتها بابتسامة قوية جريئة كعادتها، أخرجت أحمر شفاهها من محفظتها البنية اللون وأخذت هاتفها وأعادت تثبيت الأحمر على شفتيها المتعطشتين لقبلة من شفتيه لم تحظى بهما حتى انكسر الحلم…رفعت شعرها عن وجهها الذي أشرق فجأة وتأكدت من ثبات كحل عينيها البريئتين واتجهت نحو الطابق الأسفل باحثة عن نادل المقهى لدفع الحساب بخطى متثاقلة وواثقة، تقول الكثير…
دخلت غرفتها ذات الطلاء الأزرق، لون التمرد وتكسير القواعد…فتحت حاسوبها الذي أصبح أثقل بالكتب والروايات المحملة عليه ويحتاج لبعض الترتيب من جديد، أخيرا الحاسوب جاهز للبحث عن ذلك الحبيب القريب البعيد بعدما اتصل الويفي بشكل أوتوماتيكي، أم أم أم ما الخطوة الأولى؟ الفايسبوك مزدحم بالحسابات، كيف السبيل؟ سنبدأ بتضييق الاحتمالات، سنبدأ من المشترك… ما هو إذن؟ اه اه اه وجدته… لكن ما هو الاسم؟ سمعته، أجل، لقد سمعته في تجمعات تعددت وتوحدت، أين أنت الان، ما هو؟ لا أدري، اختفى عند الحاجة، حسنا… لن نستسلم، ماذا الان؟؟؟ الصورة؟ نعم، هي فعلا… ليس هذا ولا هذا ولا حتى هذا، كيف أليس هناك صورة أووه، ها هو ، نعم هو، مع دقات قلب تعالت، طمأنتها حتى لا تسمع خارجا لا نريد أسئلة الان بل وقت الجد والعمل…
ما هذا؟ حتى لو تذكرت الاسم، ما كان متغيرا يساعد على الفهم، حساب بجملة من شاعر جميل مثل عينيه، لا بل مثل شفتيه، ولا أيضا بل مثله كله بتفاصيله الصغيرة الصغيرة جدا…أرسلت الدعوة طبعا، تنتظر الرد، حتى لو لم يكن الرد سترسل رسالة جميلة مثل ماذا الان، مثل ما أحسته في كل تلك اللحظات… اه هذا هم الاسم إذن، مكتوب في أحد تعاليق فتاة تهنئه بعيد ميلاده الكم؟ لا أدري فهي لست صديقته بعد ولا يمكنها أن ترى أكثر من اسم على تعليق وصورة أو صورتين قليلا مختلفتين على ما هو عليه الان، فهم أجمل وأوسم لأن عيناها تراه، من قبل لم تكن كذلك، ولم يكن جميلا هكذا جمال بسيط وهادئ…
ستخرج الان لرؤية أصدقائها وتعود بعد ساعات من الان، عادت وجاء الرد ورسالة معه، سؤال جواب وهكذا إلى أن سألت هي وأجاب وأجابت، ماذا قالت ؟ برافو هكذا عهدتها ما كانت لتأجل ذلك، قوية أنت، موفقة إذن، حسنا، سأوفق، ليس لي غير ذلك، لكن هل هذا ما حصل، لا… تمهلي، ماذا حدث، حسنا، سأكمل…
أصبح يعرف بوجودها الان، حدث اللقاء، واحد أو اثنان وربما ثلاثة، ما هذا إنه هو، جميل كما رأيت، لكن هناك لكن ولكن ولكن، ماذا ستفعل؟ ، ستهرب، أحقا، لا كيف ذلك، لا أعرفك هكذا؟ ماذا حصل الان؟ إنه أناني وجدا، لم يسمح لي بالاقتراب، منعني من عينيه، من شفتيه ومن حضنه، قال هذا، قال ولا يقول ولم يقل وسيقول و… انتهى…
اشتاقت، نعم إشتاقت إلى تلك القبلة التي لم تنتزعها منه بعد، ستقول إشتاقت، هل نبدأ من جديد، حسنا حبيبي، أعجبتني، اصبري سأقول يوما ما، لابأس عزيزي، وهذه أيضا أعجبتني، هه، حسنا عزيزتي، لابأس أنا أيضا عزيزته وهو حبيبي…
كانت جميلة تلك العودة، أهدأ وأيسر للتواصل، ماذا يحصل من جديد، غيرة، خيانة، هروب، أنانية، حرمان، عذاب هل هذا كل شيء؟ لا، انتظري هناك المزيد، جبروت، غرور، حذر وغطرسة، لا لا لا كل هذا لن تستطيعي النجاة، فعلا…
تحبه، تعشقه، تشتاق إليه لكن لا تستطيع حضنه، لا تقبيله، لا الركض إليه، لا الغيرة عليه، كيف سمح ألا تلتقي شفتين متعطشتين أو بالأحرى شفتيها، لا زالتا تشكيان عطشا وجفافا وترفض الخيانة، لا تريد، أريد تلك هي من سترويها، غيرها لن تقوم بذلك هذه المرة، أريد عناقا، أوه، أوه …تريد أن يلعب بشعرها، وتلعب بشعره، تريد أن تلمس وجهه الذي يهرب منها دائما، ماذا تريد أيضا؟ تريد أن تلعب بأصابعه الطويلة، اه، قبل أن تنسى تريد أن تغفى على صدره وتلعب بأصابعها الطويلة على صدره، كيف هو صدره، هل يزينه بعض الشعيرات؟ لا تدري، لا تعرف حتى هذا…
انتهى، هل انتهى وكيف سينتهي إذا لم يبدأ بعد…لماذا كل تلك الغطرسة، الأنانية والخوف، أوف أوف من الشرقي الذي يدمر كل شيء ببرودته ولومه وهجومه الجبان، نعم أنت جبان ، لكن لن أكون مثلك، لم أكن ولن أكون، سأقبلك وأعانقك، تعال فقط..
الطالبة الباحثة في علم الاجتماع: فاطمة الزهراء العماري