الريصاني شيخ جهة درعة-تافيلالت

آخر تحديث :
الريصاني شيخ جهة درعة-تافيلالت

ميدلت بريس – مقتطف من العالم الازرق – عبد المجيد بن عاينوس

يُحكى أن الرشيدية أقامت حفلا كبيرا بمناسبة تسميتها عاصمة لجهة درعة تافيلالت الجهة الجديدة وفق التقطيع الجهوي الجديد فدعت جيرانها وأفراد جهتها فأشعلت أنوار شوارعها وأثثت ساحاتها وكست الخضرة مناطقها الخضراء وأفرشت الإسفلت مقاومةً زحف الغبار والأتربة وتجمّلت وتزيّت وتعطرت بعطر زهور حدائقها استعدادا لإستقبال ضيوفها..
وكان أول الحاضرين “أرفود” ببذلة عصرية زينها بنافورات وشوارع “مُسفلتة” فنمّق نفسه بمشاريع واعدة وتعطّر بعبق سياحي نافضا عنه غبار الرخام..تلته “ميدلت” الزاهية بأريج التفاح ومتجمّلة غير متبرجة تخطو خطى واثقة مصطحبة معها شقيقتها الصغرى “زايدة” عن يمينها وعن يسارها شقيقها الأصغر”الريش” تعلو محياهما بسمة وأمل في تنمية وازدهار..فحضر “بوذنيب” المُقاوم وقد غيّر عمامته ضاحكًا عالي الهمة كعادته مبتسمًا ..كما حضر الجاران الشقيقان “كلميمة” و”تنجداد” وقد اتحدا على تجاوز العقبات بدءًا بعقبة “أسدرم” ..تبعهما ” تنغير” وقد جعل من “تودغى” وشاحا زيّن به مظهره مرفوقا بشقيقته”قلعة مكونة” المعطّرة بأريج الزهور وشقيقه المشاكس الصامد “ألنيف”..وبعد لحظات دخلت السيدة “زاكورة” ملتحفة تَحْرُيْتْ وقد اصطحبت معها”أكدز” الجريح بضماداته و”تازارين” المُرابطة الصّابرة المُحتسبة..
نعم حضر الجميع فتفقدت “الرشيدية” حضورها قبل الإفتتاح فسألت : أين “الريصاني” جارك يا”أرفود” نريده أن يتلو آيات بينات من القرآن الكريم للإفتتاح؟وأين جارتك “ورزازات” يا “تنغير”؟
نطق “تنغير” بأنفة وكبرياء أمازيغي سيدتي “ورزازات” ربّما لن تحضر فهي غاضبة من الأمر… فتكلّم “أرفود” بلسانه العربي الرخيم: لاأعلم أين بقي شيخنا الكريم أظنّه اقترب..
وبالفعل فما هي إلا لحظات حتى دخل على الحضور شيخ وقد علا مُحيّاه الهرم ملابسه رثّة ولحيته كثّة يُمسك بيُمناه عكازًا ويحمل في يُسراه ملفاتِ..فباردته “الرشيدية” بالسؤال..
الرشيدية : ما خطبك تأخرت على غير عادتك يا شيخنا الجليل؟
أجابها “الريصاني” بصوت مُتحجرش ..
الريصاني : تعلمين مشاكل النقل والطرقات فطريقنا مقطوعة بيننا وبين جارنا “أرفود” كلما سكبت “كلميمة” ماءً وتركت صنبورها “غريس” يفيض علينا وتتكرر الحالة السنة تلو السنة ولا من سأل او اتصل ولهذا تأخرت لأنني عبرت بواسطة جرار بثمن..
الرشيدية : أرى أنك تزداد هرما وشيخوخةً وغُبنا..حدثنا عن حالك!..
الريصاني : من أين أبدأ لكم حديثي وقصتي حتى وإن فعلت فلن يكفيني وقت حفلكم هذا ..أبنائي تخلّوا عني بل هم سبب مُعاناتي ومشاكلي تسيّسوا أكثر من السياسة فتحالفوا مع الصديق والعدو لمصالحهم الشخصية ونسوا أنّ لي مستقبلا فعاشوا الحاضر واستنفدوا خزائن الماضي..رجائي فيكم الآن وقد صرت منكم وابتعدت عن “مكناس” الجافي فلا تبخلوا عليّ بماجاد عليكم الله من خبرة وميزانيات علّني أصلح ما أفسده الزمن..وأرجو عرفانا بما قدّمت في سالف عهدي للوطن..
رقّ الجميع لحال الشيخ وتعاطفوا معه فأكملوا حفلهم بحضور مُتأخر “لورزازات” واستمتعوا وفي نهايته تعاهدوا على أن جهة درعة تافيلالت تجمعهم وتنميتها هدفهم وتحقيق العدالة المجالية مبدؤُهم والتضامُن نهجهم..
فتفرّق الجمع فعاد الكل إلى دياره بنفَس جديد وطموح جديد ومعنويات عالية..
*******
ملحوظة : هذه الوقائع من نسج الخيال وأن أي تشابه بينها وبين شخصيات واقعية وأسماء مدن حقيقة ما هو إلا محض صدفة قدرية.

 

الاخبار العاجلة