أمام عجز المسؤولين…من ينقذ تلاميذ القيروان من حصص الانحراف بـ “القاعة 8” في انتظار حصص الرياضيات

آخر تحديث :
أمام عجز المسؤولين…من ينقذ تلاميذ القيروان من حصص الانحراف بـ “القاعة 8” في انتظار حصص الرياضيات

{jcomments on}أمام عجز المسؤولين…من ينقذ تلاميذ القيروان من حصص الانحراف بـ "القاعة 8" في انتظار حصص الرياضيات

 

 

اشقندي مراد

من يعرف اعدادية القيروان يدرك جيدا أنها مؤسسة صغيرة بسبع قاعات فقط  بالإضافة الى القاعات المتخصصة (الاعلاميات، العلوم الطبيعية والعلوم الفيزيائية)  ، أما "القاعة 8" كما شاء أن يسميها التلاميذ فهي  قاعة للألعاب  "كولفازور"  بمحاذاة الاعدادية ، ولكم أن تتخيلوا تأثير هذه القاعة في منطقة قروية  كهذه، و الخطير في الأمر هو سبب الاسم المتداول لهذا المكان وسط صفوف التلاميذ " القاعة 8"، فبالإضافة الى كون القاعة تفتح ابوابها في أوقات عمل المؤسسة و تقفل أيام العطل،  فهي بديل لعديد من التلاميذ عن حصص عجزت الوزارة عن توفير من يلقنهم فيها دروسا في الرياضيات و الحساب، لكن في "القاعة 8" يُلَقن الحساب كذلك و أشياء أخرى وبمقاربات حديثة ، فكل تلميذ يلج القاعة يجد نفسه في "وضعية مشكلة" مضطرا لحساب غنيمته أو خسارته بعد جولة من القمار "المزايدة أو المطاولة" بلغة قل من يفهمها و تعني المراهنة على من سيفوز خلال جولة معينة من اللعب  ، اما دروس اللغة  فلها حظها في "القاعة 8" لغة ساقطة بكثرة تداولها أصبحت تغلب على لغة القسم و المنزل، لا يقف انفتاح  المؤسسة على محيطها هنا فحسب بل يتعدى لتصبح حصة "القاعة 8" التي تعوض ساعات الرياضيات   حصة لتلقين فن التدخين و تعاطي المخدرات بأصنافها المتعددة،  و تعيدني الذاكرة الى يوم تناول فيه احد التلاميذ الاطفال كاسا من "ماء الحياة" بمحيط "القاعة8"  ودخل المؤسسة في حالة لا شعورية يتصرف بعفوية المخمور و يبكي بكاءه، حينها قامت الدنيا ولم تقعد و وُضع الطفل الضحية في قفص الاتهام  وعقدت المجالس بأصنافها و عوقب التلميذ على ذنب لم يقترفه لأنه لم توفر له الحماية في سن هو أحوج فيه للحماية و التأطير منه إلى العقاب و التأديب ، حينها راسل بعض أساتذة القيروان  الجهات المسؤولة وشرحوا بحرقة مخاطر هذه  القاعة على أجيال بكاملها، فالمشكل ليس حديث  العهد بل هو قديم لكنه استفحل هذه السنة بعد أن اصبحت حصص  "القاعة 8 " تجد لها مكانا في  جداول حصص بعض التلاميذ بطريقة غير مباشرة حيث أنه و بعد عجز المسؤولون عن قطاع التعليم بإقليم ميدلت و خصوصا مصلحة  الموارد البشرية الى حد الساعة عن  توفير استاذ رياضيات لأربع أقسام الى حد كتابة هذه الاسطر وبعد أن دخل أغلب تلامذة المغرب النافع مرحلة تقييم و تقويم ما حصلوا من علم لمدة تزيد عن الشهر ، فإن  تلاميذ هذه الاقسام بإعدادية  القيروان الذكور منهم يتوجهون  "للقاعة 8 " أما الاناث فيستأنسون بالغرباء الذين علموا بأمر ساعات الرياضيات" المثقوبة " و أتوا ليؤنسوا وحشتهم في الحقول و بمحاذاة "القاعة 8" و هم يستمعون للموسيقى العالية المنبعثة من هذه القاعة.

هل عجز فعلا  المسؤولون عن القطاع  التعليمي بهذا الاقليم  ومنهم من عمل بنفس المؤسسة مدة طويلة  و أعلم الناس بها، عن ايجاد الحلول لمشاكل مؤسسة صغيرة بسبع قاعات و أقل من 400 تلميذ ؟ أم هي  لامبالاة وعنصرية لا مقصودة اتجاه اطفال  و اباء العالم القروي بعد أن أَخرسهم  الجهل و الامية عن حماية مصالحهم  و المطالبة بحقوقهم في دولة الحق و القانون، ذنبهم أنهم تشبتوا بأرض اجدادهم في مغرب عميق غير نافع؟  أم هو سوء تقدير من هؤلاء المسؤولين  حينما رضوا بجداول حصص تضم 4 ساعات في الاسبوع  لأساتذة في  نفس المؤسسة وفي هذه الظروف وكأننا في الجامعات الأمريكية ؟ أم هو سوء تقدير حينما حَرموا  تلاميذ العالم القروي من اساتذتهم الذين  كلفوا بتدريس تلامذة العالم الحضري  دون وجه حق أو قانون؟ أم هو سوء تقدير حينما نجد اساتذة من دون مهمة لحد الساعة بنفس المؤسسة؟ ولعله كذلك سوء تقدير من مسؤولين على مستوى أعلى حينما أسندوا رئاسة مصلحتين حساستين    " المالية والموارد البشرية" لشخص واحد …. أم هو  سوء تقدير لنيابة ميدلت في  تفعيل انفتاح المؤسسة على محيطها من خلال "القاعة 8" …؟؟؟

الاخبار العاجلة